حتى تموت

"على المرء أن يموت قبل أن يموت" . بعد هذا "الموت" تأتي المنحة، وليس قبله. ولكن حتى هذا "الموت": لا يمكن من دون مساعدة". بهذه العبارة المبهمة مع مثال حيّ يبدأ كتاب "حتى تموت" لأوشو، ومنها ينفتح إلى فلسفات أخرى تتجاوز حدود الموت إلى حياة أخرى يمكن للإنسان أن يحياها بقلبه، قبل عقله، وحتى قبل موته.في الكتاب يقول لك أوشو: تستطيع أن تعيش بطريقتين: فإما أن تعيش لشخص موجّه من قبل الدماغ – وعندئذ ستنجح في العالم الخارجي، وتكدّس ثروة كبيرة، وهيبة، وسلطة، وتكون شخصاً ناجحاً في السياسة، وتكون في نظر العالم هَرَماً يُقتدى به، إنما من الداخل ستكون فاشلاً تماماً – والإنسان الموجّه من قبل الرأس لا يمكنه الولوج إلى الباطن على الإطلاق، ذلك أن الرأس يتحرك نحو الخارج، وهو منفتح نحو الجهة الأخرى. أما القلب فهو منفتح نحو الداخل، نحو نفسك. إذن، إما أن تعيش كشخص موجّه من قِبَلِ الرأس، أو كشخص موجّه من قِبَل القلب، ولكن عندما تهبط طاقة الحياة لديك من الرأس إلى القلب: فتصبح صوفياً ".يركز أوشو في هذا الكتاب على مفهوم "الصوفية" لأن الصوفي هو رجل القلب، رجل الحب أكثر من كونه رجل العقل، وهو لا يسعى إلى تلقينك مذهباً معيناً، ولا لأن يجعلك أكثر معرفة بالوجود، بل لكي يجعل منك إنساناً "صوفياً"، لأن الدين في نظره "يولد في داخلك"، و "الدين بحث شخصي، وليس جزءاً من المجتمع" ، و "الدين ثورة، وليس خضوعاً، وليس قناعة عقلية تتوصل إليها ...".ومهما يكن من أمر، وسواءً أتفق القارىء مع فلسفة أوشو أو لم يتفق، يبقى هذا الكتاب مثيراً للجدل، وللعقل، وللروح، إنه طريقك نحو حياة أخرى جديدة لا مكان فيها سوى للحب والخير والعطاء والحرية.يضم الكتاب عشرة مقالات جاءت تحت العناوين الآتية: "حتى تموت" ، "لا تحكم" ، "السير بدون عكازات" ، "نحو الحرية مباشرة" ، "الحقيقة ليست محجوبة" ، "الإنسان يحمل البذرة" ، "المعرفة خطيرة" ، "هذا أيضاً سينقضي" ، "تكاد تموت من العطش" و "الوردة هي الوردة".
Formats : AZW3,DOCX,EPUB,KFX,PDF